كيف تعرف الفلسطيني؟
رشاد أبو شاور كاتب وصحفي فلسطيني يقيم حاليا في لندن ( كتبها بتاريخ 10/3/2010) ( ماتحته خط من تعليقي )
وصلني قبل أيّام أيميل من صديقي الدكتور كمال خلف الطويل، يحمل هذا السؤال: كيف تعرف الفلسطيني؟ فأجابته!
لاحظت أن بعض الفلسطينيين يسيرون في شوارع وأزقة الفاكهاني وهم يكلمون أنفسهم، بينما يتمشون منفردين، يحركون أيديهم بحركات عصبيّة محتجّة، وكأنهم يواصلون جدلاً صاخبا مع أحد ما، ربّما لا يجرؤون على مجادلته لتنفّذه وسطوته.
وبناءً على تلك الملاحظة استنتجت القاعدة التالية: إذا ما شاهدت شخصا يسير وحيدا في الشارع يكلّم نفسه، وسماته متوترة، غاضبة، محتجّة، محزونة..الخ، فاعلم أنه فلسطيني، وليس مجنونا، لأنه (في حاله)، لا يعتدي عليك، ولا يتهدد حياتك، وعيناه تنظران في داخله، وليس شرا إليك، وهو يحمل هموما فوق طاقة البشر. ( الفاكهاني حي من أحياء بيروت , وللعلم لبنان تمنع الفلسطيني المقيم فيها من العمل في 60 مهنة تقريبا ؟؟؟؟)
واذا كنت في ضيافة شخص و أحضر لك الشاي بالمرمية شتاءً وصيفا، فالمرمية عند الفلسطيني لا تطيّب مذاق الشاي وحسب، بل إنها مفيدة للمعدة، والتنفس، وللضغط، وللأعصاب..والحقيقة أن رائحتها (تُعيد) الفلسطيني إلى قريته، وبلدته، وأسرته التي لم يرها منذ أعوام (أنها الهوية والانتماء ؟؟؟
عندما تكون في جلسة، ويقف أحدهم ويعرض عليكم صادقا الدعوة للغداء، على مسخّن بالزيت، والخبز المشروح والكثير من البصل المحمّر..فاعلم أنه فلسطيني.
.
وإذا غدّاك شخص ما ملوخيّة ناعمة مع الكثير من الفلفل الأخضر، فاعلم أنه فلسطيني، لأن الملوخيّة ورق ماركة شاميّة مسجّلة، وقلما يطبخها الفلسطينيّون، اللهم باستثناء فلسطينيي الشام.
إذا دخلت بيتا ولفت انتباهك وفرة حقائب كثيرة، في الصالون، والمطبخ، والممرات، فاعلم أن (الساكن) في المكان فلسطيني لأنه متهيئ دائما للرحيل، والحقائب لزوم حشوها بالملابس، أمّا ما تراه من عفش وفرش وأدوات كهربائيّة فستباع برخص التراب، أو يتركها للأصدقاء، فالفلسطيني ينتسب لابن بطوطة قسرا واضطرارا، لا رغبة، وترفا .( ايام كامب دافييد كنا ندرس في مصر ومهددين بالترحيل وكانت حقائبنا دائما مرتبة وجاهزة للسفر) لله درك ياشاور فتحت جروحي ؟؟؟؟
.
إذا سمعت شخصا يقول بأنه استلف من مصروف البيت مبلغا، أي من أم العيال، فاعرف أنه فلسطيني، لأن الفلسطيني يترك كل شيء مع الزوجة، فهو غالبا، كائن مهدد بالتسفير، أو الاعتقال، أو..ما لا يخطر ببال، بل إنه - أي الفلسطيني - يسجّل غالبا، إلاّ ما ندر، ممتلكاته، متواضعة، أو نفيسة، باسم الزوجة، كونه مرشحا للموت، للاستشهاد، للاغتيال، للطرد من حيث يقيم، فهو دائما منشغل البال بأم العيال والأبناء والبنات، ويعمل على تأمينهم وفقا للمثل: القرش الأسود لليوم الأبيض. وأيام الفلسطيني سوداء دائما، ونادرا ما تكون رماديّة، ورماديتها لا تفرق عن السواد سوى في الدرجة. ( فعلا منازلنا بأسماء حريمنا ؟؟؟؟ )
.
الفلسطيني كائن قلق، غير مستقّر، وهذا ليس في طبيعته، ولكنه نتيجة للنكبات والمصائب، والمذابح، والمطاردات، والتسريح التعسفي، و..هو كخبز الشعير مأكول مذموم.
.
الفلسطيني كائن مُعمّر، ففي كل بلاد العرب له دور، ولكنه بلا (دور)، فهو كسنمار، جزاؤه معد قبل قيامه بالبناء، وكل ما يحصل عليه يعتبر تفضّلا، علما أنه يعطي، وغالبا لا يأخذ، وما يأخذه لا يدوم، فقد يسحب منه، وقد يطرد منه، و..ذلك حفاظا على حقوقه، ودعما له، وحرصا عليه!
ساركوزي إبن المهاجر اليهودي يترقّى في سلّم القيادة في فرنسا حتى يبلغ ذروة قيادة فرنسا: الرئاسة، ويجلس على كرسي ديغول
...
وباراك حسين أوباما ينتخب رئيسا للدولة (الأعظم) ..بينما الفلسطيني ملاحق في وثيقة، أو جواز، تسهّل سفره، وتمكّن أبناءه من العمل، والدراسة، والزواج، وسياقة السيّارة ..وهكذا فالفلسطيني خطر على الأمن الوطني، والقومي!
الفلسطيني هو الذي يمكن طرده من مخيمات على الحدود العراقية إلى تشيلي والبرازيل ..حرصا على عروبته، وفلسطينيّته. ( قبل أسابيع تم أبعاد بعض العائلات الفلسطينية المقيمة في العراق إلى دول أمريكيا الجنوبية وفي تقرير للجزيرة تحث احدهم باكيا ( لايوجد من نعرفة ولانعرف لغتهم لامساجد للصلاة لا أكل حلال لا لا لا لا حسبي الله ونعم الوكيل )
!
الفلسطيني هو الذي يمكن لأي (طامح) في بلد عربي أن يشّن عليه حملة، فيطالب بتجريده من جواز سفره، وحرمانه من كل حقوقه، وذلك ليتبوأ ذلك الشخص منصبا، ويشار له بالبنان أنه يدافع عن بلده ويعمل ضد التوطين .( تم تجريد 7000 فلسطيني من جوازات سفرهم في الأردن خلال عام 2009م )!
الفلسطيني هو الذي يتابع نشرات أخبار التلفزيون والإذاعات، ويعرف أسماء المذيعين والمذيعات . ( تذكرت والدي رحمه الله عندما أصيب بنوبة قلبية من الأخبارتاثرا بمذابح تل الزعتر في لبنان ؟؟؟ )
الفلسطيني هو العربي الذي يمكن لأي دولة عربيّة اعتقاله دون حساب للنتائج، أو اهتمام بردود الفعل، فهو مستباح تماما، وهو مُلكيّة عامة لكل نظم الحكم، يحق لها أن تفعل به، ومعه، ما تشاء..انطلاقا من الأخوة..والتضحيات التي قدّمت له ولفلسطين
!
الفلسطيني هو العربي الوحيد المطلوب منه أن لا يذكر اسم بلده، لأن ذلك يعني أنه (إقليمي) متعصّب..وناكر للجميل.
!
الفلسطيني تعرفه عندما يتحدّث بحرقة عن عروبة الجزر الإماراتية، والخليج العربي، فهو موجوع بعروبته، شديد الحساسيّة تجاه كل حبّة تراب عربيّة تستباح.
الفلسطيني ينطبق عليه ما قاله شوقي:
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه بالخلد نفسي
ولذا فالفلسطيني لن يقبل بأي وطن بديل، ويستحيل أن يرضى بتبديل وطنه فلسطين
فعندما ترى موظفاً مخلصاً متفانياً حريصاً على مصلحة رب العمل أكثر من حرصه على ماله فاعلم أنه فلسطيني.. و عندما يتم فصله من عمله بعد أربعين عاماً من الخدمة المتفانية و تسفيره و إلغاء إقامته هو و عائلته فاعلم أنه فلسطيني،
.
الفلسطيني هو الذي عناه المتنبي، عندما قال:
أنا من أمّة تداركها الله
غريب كصالح في ثمود...
لله درك .... وضعت يدك على الجرح... الجروح ....ياأستاذ رشاد
اهلا وسهلا بكم في منتدى شبابنا غير ...نتمنى لكم تواجد دائم ومميز بإذن الله
بسمك الله وبحمدك* عدد خلقك* ورضا نفسك* وزنة عرشك* ومداد كلماتك*
الإدارة العامة 
[/size
موضوع: كيف تعرف الفلسطيني...؟؟؟!! 
